أرشيف

تنكر له الأقارب فتزوج بمهمشة عن حب وقناعة

عبد الله عبده محمد سعيد من أهالي قرية الحدبة السفلى مديرية العدين محافظة إب، أدرك أن مسميات قبائل وأخدام ما هي إلا نوع من العنصرية التي تمارس على أساس اللون والعرق فرمى بكل عادات وتقاليد القبيلة خلف ظهره وتزوج بإحدى المهمشات وذهب ليعيش معها حيث أهلها في محوى المهمشين في كلابة مدينة تعز، وقد رزق بطفل وبانتظار الثاني.

يتحدث عبد الله عن تجربة حياة بدأت بالإغتراب في السعودية لمدة ست سنوات وحينها كان خاطباً ابنة عمه لكن خلافا نشب بين عمه ووالده، أدى إلى أن يفسخ أهله الخطوبة دون علمه وعندما عاد إلى الوطن ليسأل عن سر ذلك، كان الرد: ما لك دخل، بحث عن شقى المر التي كانت مدينه لدى أقاربه لكنه لم يجدها، ترك القرية وأتجه صوب مدينة تعز خالي اليدين لا يجد ما يعينه على حياته، فقرر العمل على (الكمبريشنات) التي تستخدم في حفر الصخور لتفجيرها أثناء شق الطرقات، وظل في مهنته سنوات، وحينها تعرف على إحدى المهمشات التي بادلته الحب، فكان ذلك له بمثابة تجربة جديدة في حياته ليتعرف على حياة المهمشين التي أعجبته بساطتها وخلوها من التعقيد، فقرر أن يتزوج بتلك المهمشة بالرغم من كونها أرملة وأماً لطفلين، حين أتخذ قراره وقبل أن ينفذه قامت عليه القيامة كما يقول، لكنه لم يأبه لما يردده الأخرون.

طلب منه إخوانه أن يطلق تلك المهمشة وسيقومون بتزويجه لكنه رفض لأن ذلك المنطق قائم على نظرة عنصرية يدعي أصحابه بأنهم متفوقون على غيرهم، وقد بنى رأيه ذلك على أنه ظل يطالبهم بتزويجه لكنهم رفضوا على الرغم من كونهم مدينين له.

عبد الله تزوج تلك المهمشة كما يقول عن حب، وقناعة في نفس الوقت فمجتمع المهمشين البسيط يستطيع أي فرد أن يعيش فيه كما أنهم لا يحملون نظرة عنصرية نحو الآخرين، فهو عائش بينهم ولم يشعر ذات يوم أنه شخص غير مرغوب فيه.

وعندما سألناه عن مستقبل أولاده قال: لا أخاف على أولادي فالجميع اليوم يتعلمون ويخرجون للشارع عاطلين وحتى الخادم إذا ما تعلم فسيجد نفسه عاطلا عن العمل.

عبد الله يرى أن الأخدام فئة مظلومة في المجتمع وعلى الدولة تقع مسئولية إخراجهم مما يعانون منه الدونية فعلى الدولة أن تغير واقعهم بفتح المدارس وتسكينهم السكن اللائق بحياة الإنسان، ونشر ثقافة المساواة في المجتمع حتى لا ينظر لهؤلاء بأنهم دونييون حتى يخرجوهم من عزلتهم المفروضة عليهم وإدماجهم في المجتمع.

ويرى أن هؤلاء المهمشين هم ملائكة الجمال فهم من يجمل شوارعنا التي تمر عليها السيارات الفارهة التي لا تعيرهم أي اهتمام ولا يسلمون في بعض الأحيان من دهسها.

زر الذهاب إلى الأعلى